الجماهير لاتقدر أن تقود نفسها،لذلك فهي تنقاد إلى مَنْ يقودها،ومن الممكن أن يحل الإعلام ووسائله الحاليةوالمستقبلية،محل القائد في الميدان الذي يحرّك الجمهور. كمايمكن أن يكون هناك تجمع(افتراضي)بدلاً من أن يكون تجمعاً مرئياً. شيء من هذا الكتاب بتصرّف أسفل التغريدة. #إعلام
صناعة الواقع الإعلام وضبط المجتمع
المؤلف :
محمد علي
دار النشر :
مركز تفكر للبحوث والدراسات
تاريخ الطبع :
2014
عدد الصفحات :
259

نبذة عن الكتاب :
مقتطفـات
في رقاب الناس أغلال معرفية تم وضعها من خلال مؤسسات متعددة، ظنّاً منهم أنها الحقيقة،هذه الأغلال جعلتهم -في بعض الأحيان- لا يلتفتون إلى التعرف أكثر على ما يرون أو يسمعون، ساعَدَ في ذلك مؤسسات إعلامية للتضليل، فلم يسعهم إلا التصديق.
الناس يخضعون لحواسهم المباشرة، فهم لا يملكون تكذيب ما تراه أعينهم، وما لا تسمعه آذانهم من الكلمات، ولا يسعهم إلا وصف ذلك بالحقيقة، أو بالواقع الذي يدل على الحقيقة.
محور الكلام في كيف ترى/تسمع الأشياء من حولك، بتجرّد أم بخلفيات سابقة، يُحتّم عليك أن تسمع وترى كما يراد لك !
رامسفيلد الرجل(المجهول/المعلوم)كان من هواة التلاعب باللغة وباستخداماتها المتعددة.
له كلمات غاية في الأهمية:"إننا كما نعرف أنه هناك أشياء نعرف أننا نعرفها، وهناك أشياء نعرف أننا نجهلها، فهناك أشياء نجهل أننا نجهلها".
فعلاً،والخطورة في أنّ ما لا يعرفه الإنسان لا يعرف أنه لا يعرفه.
ولجورج أورويل الصحفي والروائي البريطاني تحذير، يقول:
" .. كلما ازداد ابتعاد المجتمع عن الحقيقة، كلما ازدادت كراهيته لمن يتحدثون بالحقيقة".
"حياة المجتمع الحديث تنتسب إلى عالَمين <عالم واقعي، وعالم غير واقعي>"
هذه عبارة قالها غوستاف لوبون، مؤسس علم نفس الجماهير، قبل 100 عام تقريباً، فيا ترى متى بدأ المجتمع ينفصل، وما هي الأسباب الذي أدت لذلك، وما الوسائل التي استخدمت، وكيف شكل الواقع في المجتمع الجديد؟
الجماهير كفاعل مؤثر على كافة الأصعدة وبالذات -السياسي- فلقد حاول العلماء دراستها،فانتهوا إلى ثلاثة تصورات:
1.الجماهير مؤلفة من هامشيين وشاذين عن المجتمع وهو تتطابق مع الرعاع.
2.الجماهير مجنونة بطبيعتها.
3.الجماهير مجرمة بتكتّلها،فهي تقتل وتسلب دون سبب أو مبرر واضح "العقل الجمعي".
شخصية الفرد الواعية تذوب في الجماهير، فليس لشخصية الفرد أي وجود يذكر.
وهذا يعني أنّ الفرد داخل الجمهور يختلف عن الفرد وحده، وأن الجمهور بمجموع أفراده يكتسب صفاتاً تختلف عن أفراده لو كانوا متفرقين، فيتحول الفرد من العقلانية إلى اللاعقلانية، ومن الوعي إلى اللاوعي.
من خصائص الجمهور (سرعة انفعاله وخفته ونزقه)،فهو لا يعبأ بأي عقبة تقف أمام رغبته،خصوصاً أن عدده الكبير يُشعره بامتلاك قوة لا تُقاوم،فمفهوم المستحيل لا معنى له بالنسبة للفرد المندمج في الجمهور.
فالجماهير غير ميّالة للتأمل،وغير مؤهلة للمحاكمة العقلية، ولكنها مؤهلة للانخراط في العمل.
(الانفعالات) التي تخضع لها الجماهير قد تكون كريمة أو مجرمة، بطولية أو جبانة.
وهذه المحرضات تتميّز بالتنوع والتعدد، لذلك قد تجد الجمهور يتحول سريعاً من حالة دموية إلى أخرى بطولية، ويتحول من الضحيّة إلى الجلاد في سرعة عجيبة.
امتلاك بعض وسائل الإعلام المؤثرة باحتراف يصنع الأعاجيب.
وسائل الإقناع التي يستخدمها المحركون أوالقادة:
1.التأكيد
2.التكرار
3.العدوى
وإن كان تأثيرها بطيء لكنه دائم.
يقول نابليون"لايوجد إلاشكل واحد جادّ من أشكال البلاغة هو:التكرار.
عندمايحدث التكرار بهذا الشكل،فإنه يُشكل عندئذٍ ماندعوه بتيار الرأي العام،ثم تتدخل آليةالعدوى لتقوم بعملها"
ما كتبه "لوبون" عن سيكلوجية الجماهير والطرق المثلى لمواجهة الجمهور، تحوّل بعد ذلك إلى وسيلة للتحكم في الجماهير وصناعة واقعهم.
بل كل مَنْ درس وتعمّق في معرفة طبائع الأفراد/الجمهور ومعرفة نفسياتهم وأنماطهم، استطاع التأثير فيهم كيفما أراد.
ومَنْ يعرف إيهامهم يُصبح سيداً عليهم.
مع تطور العلم والتقنيات ووسائل الاتصال، أصبح "قمع الجماهير" -كما فعل هتلر سابقاً- غير مجدٍ في التحكم والتوجيه،فلجأوا إلى طريقة أخرى وهي (جذبهم والقيام بالتأثير على أفكارهم من خلال الصور الذهنية، أو العمل على وتر الاحتياجات التي يرغبون) فيكون الجمهور لسانهم الذي ينطق ما يريدون.
"غوبلز" وزير الدعاية السياسية لهتلر، وكان دارساً بصورة كبيرة لنفسية الجماهير، ويعتبر من الأساطير في مجال الحرب النفسية، ويعدّ من أبرز مَن وظّفوا وسائل الإعلام في الحرب، وقد أكّد غوبلز بمنهجه أنّ الذي يملك وسائل الإعلام، هو الذي يملك القوة والإرادة في الحروب الباردة والساخنة معاً.
في ظل وسائل الإعلام المتعددة، أصبحت "الثقافة الجماهيرية" سلعة لمن يدفع أكثر، ولمن يستغل الفرص والمناسبات، ولمن يُتقن استخدام هذه الوسائل، لمن عرف احتياجات ورغبات الجماهير.
"إدوارد بيرنيز" نمساوي أمريكي يعتبر منشئ ما يسمى العلاقات العامة والبروباغاندا وهو ابن أخت سيغموند فرويد.
من أهم آرائه:
أنّه إذا ما أستطعنا فهم الآلية التي تُحرّك الجماهير، فإنه من الممكن لنا أن نسيطر على سلوك هذه الجماهير، ودون أن تعرف هذه الجماهير ذلك.
وجود مجموعة متخصصة ولو كانت صغيرة تستطيع السيطرة على العقول بفهمها لطبيعة الناس وأفكارهم ورغباتهم واحتياجاتهم وميولهم،ومن خلال هذه المجموعة يمكن توجيه الرأي العام باستخدام الوسائل المتداولة بين أيدي الناس كوسائل التواصل وبقية وسائل الإعلام العامة،وتجد الناس تتقبّل ذلك بل وتشاركه.
باستخدام وسائل الإعلام المتدوالة بين أيدي الناس، وصل التأثير حتى على المزاج العام للمجتمع من خلال الدعاية والبروباغاندا لاختيار منتجات بعينها.
من الآثار التي تصنعها وسائل الإعلام الحديثة:
* نقل الناس من ثقافة "الاحتياجات" إلى ثقافة "الرغبات".
* مقارنة حياتك بحيوات الآخرين.
* البحث عن السعادة والوهم.
* الزهد والتسخط على المملوك لديك.
* اللهاث المحموم خلف الجديد.
* صناعة التفاهة.
*التنازل عن بعض المباديء والقيم.
نقـاش حول الكتـاب
أحدث التغريدات
